عيون تطوان
المدينة العتيقة
سيدي الصعيدي عند المؤرخ محمد داوود
المدينة العتيقة
سيدي الصعيدي عند المؤرخ محمد داوود
يقول المؤرخ محمد
داوود حول بناءه : " ان المحل الذي به الآن ضريح سيدي الصعيدي كان خلاء، وقد
نبت فيه عليق وهو شوك متكثل، وذات يوم دخل كلب الى وسط ذلك الشوك وبال عليه فلم
يغادر مكانه الا وهو أعمى فاقد البصر، فقال الناس اذ ذاك انه لابد أن يكون ذلك
كرامة لصاحب القبر ولابد أن يكون صاحب ذلك القبر من الصالحين، وكان قرب ذلك المكان
مراح به دواب ومواشي لأحد أولاد الحاج ، فرأى ذلك المراح في المنام رجلا قال له
أنني أنا هو الصعيدي.فأظهر قبري واشهره فبنى عليه وأشهر قبره ودفن الى جانبه وجعل
هناك دربوز كبير، الا أننا واستنادا الى النقش الذي يوجد بأعلى القنا الموجود على
يسار النازل الى باب الصعيدة والذي يحمل هذه العبارات : الحمد لله أمر بتجديد
السقاية المباركة المجاهد البركة... عبد الله وفقه الله عام أربعة وثلاثين ومائة
وألف وقد طمست هناك كلمات ربما عن قصد نرجح أن يكون الراهب الباشا أحمد الريفي
أثناء ولايته الاولى على المدينة في عهد المولىاسماعيل ، وهكذا فمن الأرجح أن يكون
الامر هنا يتعلق بزاوية أقدم قد أعيد بناؤها من لدن الباشا أحمد خلال سنوات
1720-1730.
وقد كانت هذه
الزاوية التي بنيت على ضريح سيدي الصعيدي هي المسجد الوحيد في تلك الناحية من
مدينة تطوان وهي قريبة من سور البلد، ومنذ ذلك الحين صار أهل تلك الحومة يصلون
هناك ويدفنون موتاهم قصد التبرك بصاحب المكان، ويجتمعون بها في أوقات الصلاة وفي
المواسم الدينية،وصار الضريح والى يومنا هذا مزارة كبيرة، وأشهرت لسيدي الصعيدي
كرامات فجعلت له احباس وصار الناس وخصوصاالنساء والمرضى أصحاب الحاجات يقصدون ذلك
الضريح بالهدايا والندور، كالشمع والخبز والحليب، وترك مبلغ من المال في صندوق
مخصص لمثل هذه الأعطيات الصغيرة، وصار ذلك بالاضافة الى ثمن حق الدفن داخل الزاوية
موردا ماليا للعائلة الحاجية البانية للزاوية والقائمة على شؤونها الى هذا اليوم،
وبما أن سيدي الصعيدي قد اشتهر بأنه مولى البلد صار الغرباء عن المدينة يتقدمون
الى ضريحه بالزيارة والهدايا، ليتقبلهم ضيوفا في بلده،" وصار من يرد على
تطوان من حج بيت الله الحرام يزور ضريحه أولا ثم يقصد داره بالطبول والغيطات،
وربما صحبته الطوائف بأعلامها وأذكارها".
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق