الخميس، 20 أكتوبر 2016

المدينة العتيقة / البقلاوة دالودراسي والملوزة دالحرايقي!!!!

عيون تطوان
المدينة العتيقة


البقلاوة دالودراسي والملوزة دالحرايقي!!!!




بقلم الاستاذ محمد السراج 

من ذكريات الزمن الجميل.أنني كنت أرتاد دكان الحاج الودراسي (رحمه الله) لأساعده في جمع السواني ومسحها ولا أخفي سرا أنني كنت أجمع "الفتاوت " وأحملها لأتقاسمها مع أصدقائي في الحي الذين كانوا ينتظرونني بلهف... لم أكن اتجاوز العاشرة من عمري... الحاج محمدالودراسي كان له دكان خاص ببيع الحلويات التطوانية الاندلوسية كالبشكتو خبزة كبيرة والبشكتو بويا والكعبة والملوزة والبقلاوة وغيرها من الحلويات التي لازلت اتذكر طيب روائحها الزكية ....
دكان الحاج الودراسي كان وسط شارع الطامر بجواردكان عبدالواحد الشربي وامامه دكان الحاج " الكزيري" الذي كان يبيع الخبز فقط. للتذكير قرب هذا المكان هناك باب السجن الذي بني تحت حي المطامر وله باب اخرملاصق للبرج الموجود بسوق الحوت القديم..الغريب في الامر ان كل من ازداد له ولد أو بنت يقصد الحاج الودراسي ويوصيه بقائمة الحلويات التي سيوفرها له ، في أغلب الأحيان كنت أسترق السمع فأسمع الحاج الودراسي يقول للزبون"جاتك "مية وسبعين دريال" أو على أكثر تقدير"تلتمية وعشرين دريال".تارة كان الحاج الودراسي يأمرني بحمل شيء الى حانوت صهره بالمصلى الحاج الحرايقي الذي كان أيضا فنانا بارعا رائعا في صنع الحلويا التقليدية الاندلوسية وخاصة" السفوف بلقامة دالعشوب "كان الحاج الحرايقي رحمه الله يؤدي لي ثمن السخرة ببقلاوة أوكعبة أوملوزة وكنت أتمنى دائما أن يعطيني حلوة البشكتو بويا وخاصة اذا كات "مكسرة مخلوطة مطبزة" مع بعضها كنت ألحسها وأنا مار بين مقاهي الفدان الجميل بشراهة للذة العجيبة والغريبة التي كانت تمتاز بها..كان الحاج الودراسي يعطيني ريال كبير أصفركل خميس هي ثمن أجرتي الأسبوعية وعملي معه في الدكان ولشفقه وخوفه علي من "التفلسة " كان يخبروالدي بالامر......
في أواسط السبعينيات قرر الحاج الودراسي التوقف عن صنع وبيع الحلويات التطوانية الأندلوسية لما ظهرت حلويات اخرى كالبرملا والبويودليشي وغيرها من هذه الحلويات "المشخطنة"والغريب في الامر أنها تصنع في أفرنة تعف الجردان والحشرات أن تعيش فيها وانظر الى السواني التي تطبخ وتباع فيها.في دكاكين بالملاح والمطامر حيث خُربت ثلك الحوانيت العتيقة التي تؤرخ كشاهد على تراث المدينة لهذا يصح أن نقول"الزمن كأهله. وأهله كما ترى...."

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق